نَعِيْـبُ زَمَانَنَـا وَالعَيْـبَ فِينَـا
وَمَـا لِزَمَانِنَـا عَيْـبٌ سِـوَانَا
وَنَهْجُـوا ذَا الزَّمَانِ بِغَيرِ ذَنْـبٍ
وَلَوْ نَطَـقَ الزَّمَـانُ لَنَا هَجَـانَا
وَلَيْـسَ الذِّئْبُ يَأْكُلُ لَحْمَ ذِئْـبٍ
وَيَأْكُـلُ بَعْضُـنَا بَعْضـاً عَيَـانَا
——————————–
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيب
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا
—————————-
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني الى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي
—————————————–
قل بما شئت في مسبة عرضي فسكوتي عن اللئيم جواب
ما أناعادم الجواب ولكن ما من الأسد أن تجيب الكلاب
————————————————————-
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه و إن خليته كمدا يموت
سكت عن السفيه فظن أني عييت عن الجواب وما عييت
—————————
دع الأيام تفعل مـا تشـاء**وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثـه الليالـي**فما لحوادث الدنيا من بقـاء
وكن رجلاً عن الأهوال جلداً**وشيمتك السماحـة والوفـاء
وأن كثرت عيوبك في البرايا**وسرك يكون لهـا غطـاء
تستر بالسخاء فكـل عيـبٍ**يغطيه كمـا قيـل السخـاء
ولا ترى للأعادي قـط ذلاً**فإن شماتـه الأعـدا بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيلٍ**فما في النار للظمـآن مـاء
ورزقك ليس ينقصه التأنـي**وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سـرور**ولا بؤس عليك ولا رخـاء
إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ**فأنت ومالك الدنيـا سـواء
ومن نزلت بساحته المنايـا**فلا أرض تقيـه ولا سمـاء
وأرض الله واسعـة ولكـن**إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كـل حيـنٍ**فما يغني عن الموت الـدواء
———————————-
تغرَّبْ عن الأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّج همّ، واكتساب مــعيشة وعلم، وآداب، وصحبة ماجد
فإن قـيل في الأسفار ذُلٌّ ومحنـة وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد
فـموت الـفتى خير له من قيامه بدار هوان بين واشٍ وحـاسد
——————–
ارحل بنفسك من أرض تضام بها ولا تكن من فراق الأهل في حُرق
مـن ذلّ بيـن أهاليه بـبلدتـه فـالاغتراب له من أحسن الخلق
فالعنبـر الخـام روث في مواطنه وفي التـغرب محمول على العنق
والكحل نوع من الأحجار تنظره في أرضه وهو مرميٌّ على الطرق
لما تغرب حـاز الفضل أجـمعه فصار يحمل بين الجفـن والحدق
——————————-
إذا المرء أفشى سره بلسانه ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق
—————————-
أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى وأسد جياعا تظمأ الدهر لاتروى
وأشراف قوم لاينالون قوتهم وقوما لئاما تأكل المن والسلوى
قضاء لدين الخلائق سابق وليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى